التـنويم الإيحائي Hypnosis
يمكن تعريف التنويم بانه حالة من حالات ومراحل الوعي مثلها مثل حالة اليقظة او حالة النوم. وهي حالة من الاسترخاء العميق تقع بين حالتي اليقظة والنوم وهي ليست بحالة نوم بل حالة من الاسترخاء العضلي والهدوء الذهني ولا يغيب فيها الوعي ، وهذه المرحلة تعتبر مرحلة تقبل للإقتراحات يكون فيها العقل متقبلا للتغيير والتعديل في سلوكياته وعاداته وهذا قد ثبت علميا في المختبرات والجامعات وهناك عدد لا يمكن حصره من البحوث العلمية التي أثبتت فعالية التنويم في رفع القدرات والتخلص من العادات السلبية ومعالجة المشاكل النفسية والخوف والتردد والوسوسة. كما يوجد لهذا العلم والذي تطور عبر القرون العديد من التطبيقات والتجارب في العلاج النفسي والتي أدت إلى نجاح باهر.
وللأسف يطلق البعض على التنويم لفظ ” التنويم المغناطيسي” وهذا خطأ حيث أن كلمة Hypnosis تعني التنويم الايحائي ويقصد به إستخدام اللغة والكلمات الإيحائية التي تحتوي على جمل تحوي إقتراحات إيجابية وتحفيزية.
ويرجع سبب الخطأ في التسمية إلى المترجمين والذين لم يفهموا آلية التنويم أو خطواته ليستطيعوا تعريب الكلمات. وعند البحث في القاموس الانجليزي نجد أنهم يعرفون التنويم بانه ( الكلام المحتوي على إقتراحات).
اما تعريف فرويد فانه يقول بأن : التنويم هو المدخل الأقل تعقيدا إلى العقل، وأن الدخول إلى حالة الاسترخاء والهدوء والسكينة هو دليل على الصحة النفسية لدى الشخص المستفيد .
تعريف كلمة التنويم الإيحائي:
التنويم المغنطيسى Hypno كلمة يونانية تعني النوم
Hypnotism / Hypnosis / Hypnotic / Hypnotist
كلمات استخدمت للمرة الأولى من قبل J . Braid فى عام 1843 في كتابه Neurology.
والترجمة الصحيحة لكلمة Hypnosis هي التنويم الإيحائي وليس التنويم المغناطيسي كما هو شائع
لأن عملية التنويم تعتمد على الإيحاء و الإقتراحات وليس لها إي علاقة بالمغناطيس.
ويعود استخدام التنويم الإيحائي فى ميدان العلاج النفسى الى الألمانى ميسمر Franz Mesmer الذى رسخ نظرية التنويم الإيحائي العلاجى ، وأسماه Animal Magnetisme اى المغناطيسية الحيوانية. وهذا سبب تسمية التنويم المغناطيسي في بداية ظهور هذا العلاج 1760 ميلادي. و لازال يطلق على ما قام به العالم مزمر من تطبيقات الى mesmerism وتعني طريقة مزمر نسبتاً الى أسمه.
والترجمة الخاطئةHypnosis الى التنويم المغناطيسي صدرت من كتب قديمة تم ترجمتها من قبل مترجمين غير متخصصين في دور النشر العربية. و أيضاً في الأفلام العربية القديمة تم إظهار العلاج بالتنويم أن المعالج يستطيع أن يسيطر على المسفيد و يجعلة يقوم بأعمال خارج من إرادته كنوع من الإثارة السنمائية و هذا غير صحيح كلياً.
ما هو التنويم hypnosis علمياً؟
تعريف العالمان تشيك و ليكرون Cheek & LeCron في كتابهما ” علاج التنويم الإكلينيكي ” (Clinical Hypnothherapy) : ” حالة استعداد اكثر لاستقبال الرسائل المقترحة ، وحرفية في الفهم ، و إرادة لتطبيق المقترحات الايجابية ”. – تعريف المدرسة الإريكسونية:” مرحلة يومية عادية متكررة ، تسمح للعملاء أن يتمتعوا نحو الأفضل لحل المشاكل و الإبداع” تعريـف د. سيغموند فرويد ( 1856 ـ 1939 م ) مؤسس المدرسة التحليلية : ” أن التنويم يمنح المدخل إلى العقل الأقل تعقيداً ، و أن القدرة على الاستجابة للتنويم دليل الصحة النفسية ”. تعريف أيرنست هيلجارد (Hilgard): ” التنويم حالة يكون فيها العقل الباطن قادرا على العمل بحرية اكثر من حالة الانتباه العادية ” . ويعرف أيضاً: ” بأنه فن الدخول في حالة ارخاء للوعي، ويتم حثه بواسطة تركيز الانتباه أو الغموض أو الايحاء ” . التنويم حسب التعريف الذي أعطي من الحكومة الأمريكية: هو تجاوز المنطقة الحرجة من العقل الواعي وترسيخ أفكار انتقائية بطريقة يقبلها العقل اللاواعي.
في الشكل ادناه توضيح للمراحل الاربعة للوعي من اليقظة والتي تسمى مرحلة بيتا إلى المرحلة الفا وهي مرحلة الهدوء والاسترخاء ثم بعدها مرحلة الاسترخاء العميق والتي تسمى التنويم وهي مرحلة ثيتا وبعدها نصل إلى مرحلة النوم. اذا هناك فرق كبير بين النوم والتنويم .
استخدم هانس بيرجر عام 1929م جهاز EEG ( Electroencephalography )، وهو الجهاز الالكتروني الذي يقيس مراحل الوعي .. فاصبح يمكن معرفة المرحلة من الوعي التي يمر بها الشخص . والمراحل الاربعة هي مرحلة اليقظة وتكون القراءة التي يظهرها الجهاز ما بين 13-40 هيرتز ، والمرحلة الثانية تسمى مرحلة الاسترخاء وهي عندما يعطي الجهاز قراءة ما بين 8-12 هيرتز ، والمرحلة الاعمق من الاسترخاء تكون ما بين 4-7 هيرتز ثم يأتي أخيرا حالة النوم العميق والتي تكون فيها ما بين 1-3 هيرتز.
وبالعودة إلى تعريف العالم الدكتور ميلتون اريكسون للتنويم والذي يقول فيه أن التنويم عبارة عن حالة يومية عادية متكررة وطبيعية فالانسان في حالة الوعي يكون في حالة تسمى( بيتا ) ثم اذا ما ارتخى جسمه قليلا وبدأ بتجاهل ما حولة او قلت المدخلات الحسية الخارجية فانه سرعان ما يصبح في حالة (الفا) ثم باستمراره في التركيز على ذاته ونفسه فانه سيمر ويدخل في حالة ( ثيتا ) ومنها إلى حالة النوم العميق ( دلتا ).
وقدم الباحث ( Ben Kallen ) في فبراير عام 1999م بحث بعنوان (Power Programming) وأجاب على تساؤل ( هل باستطاعة التغذية العصبية المرتدة ان تطور تركيزك وحالتك الذهنية وانجازك ). (Can neurofeedback improve Focus, mood and workout )، ومما ذكره عن الموجات الدماغية انها تصنف إلى اربعة مـراحل مـن البطء إلى السرعة :
وهي ( النوم العميق- دلتا ) ثم ( التنويم – ثيتا ) وهي الحالة بين الوعي وحدود النوم ويكون فيها الانسان اكثر تقبلا للاقتراحات ، ثم ( الاسترخاء – الفا ) وهي حالة التعلم المثلى والتفكير العميق والانفتاح الذهني، ثم السرعة العالية وهي ( اليقظة والوعي – بيتا ) وهي المرحلة التي ينتج فيها الدماغ موجات كهربائية تتراوح ما بين 13-40 دورة في الثانية (هرتز).
أستخدامات التنويم المغناطيسى:
يستعمل التنويم المغناطيسي لعلاج بعض الإضطرابات النفسية و الجسدية. فيعد العلاج بالتنوم الإيحائي واحد من أكثر الوسائل العلاجية سلامة وفعالية لعلاج معظم حالات الأمراض النفسية.
و يعزز العلاج بالتنوم الإيحائي القدرة على الاستقلال و القدرة على مواجهة المشاكل بالإضافة إلى زيادة التغلب على العديد من المشاكل النفسية والتعامل معها بصورة صحية.
كما يستعمل كمساعد لحل بعض المشاكل الصحية والتي تناسب العلاج بالتنوم الإيـحائـــــي كـ :
علاج الإدمان على التدخين / الرهاب الإجتماعي/ علاج بحة الصوت / الماء الأزرق بالعين /تشنج الوجه / سرقعة الأسنان إثناء النوم / نتف الشعر عند الصغار و الكبار / تأتأة عند الكلام / فقدان الشهية للطعام / الشراهة في تناول الطعام / السيطرة على الوزن (زيادة/ نقصان ) /التغلب على الخمول / الكسل / الشعور بالإجهاد/ الشعور بخيبة الأمل / زيادة مستوى التركيز/ الاكتئاب / الإحباط / الأرق / التوتر / النسيان /التبول الاايرادي / نوبات.